تقع منارة عدن وسط مدينة عدن قبالة ميدان الكرة في حديقة صغيرة بمحاذاة مبنى البريد العام ، وكانت مئذنة لجامع ، أجمع المؤرخون على أنه من بناء الخليفة عمر بن عبد العزيز ، وجدده الحسين بن سلامة في أواخر القرن الخامس الهجري ، ويقول ابن المجاور : والأصح أنه مابناه إلا الفرس وكان سبب بنائه أنهم وجدوا قطعة عنبر كبيرة ومليحة فأتي بها إلى صاحب عدن ، فقال لهم: وما أصنع بها ، بيعوها وأبنوا بثمنها جامعاً فلست أرى درهماً أحل من هذه الدراهم ، فباعوها وبنوا بثمنها جامع عدن.
وقد اختلف الكتاب الأوروبيون في فترة بنائه، فمنهم من يقول أن الجامع بني في عصر بني رسول حيث يذكر أن أميرة من بني رسول ابتنته. ورواية أخرى تقول الظاهر الغساني بنى مدرسة لينسبها إليه ، ويرجع آخرون زمن البناء إلى السلطان عامر بن عبد الوهاب ، سلطان بني طاهر الذي قام بتجديد الجامع ، ولكن لم يذكر المؤرخون ماهية التجديد ، ولم يشر المؤرخ «النهروالي » الذي ذكر مآثر عامر بن عبد الوهاب إلى هذا الجامع .
أما عن المنارة الحالية فقد قام سيرجي شيرنسكي « العالم السوفييتي » بزيارة المنارة عام 1972م ودعا إلى إجراء حفريات أثرية ، وبالفعل أجرت بعثة اليونسكو برئاسة رونالد ليكوك بعض المسوحات وأوصت بإجراء صيانة وترميم شامل للمئذنة ، وأشار سيرجي إلى أن المنارة شيدت في القرن الثامن الميلادي وأن زخرفتها تعود إلى القرن السادس عشر وأن قاعدتها المضلعة ربما كانت قائمة على أثر قديم لعله يعود إلى ماقبل الإسلام .
وبدن المئذنة أصله هرمي الشكل له قاعدة مثمنه قطرها السفلي 4.54م أما قاعدة القبة التي تتوجها فيبلغ قطرها 60 .3م وهذا البدن مقسم إلى ستة أجزاء بواسطة أفاريز جصية بارزة بروزاً بسيطاً . ويوجد حول قاعدة المئذنة بناء من الحجر أقيم لتدعيم المنارة بعد حدوث الميل فيها، ويزين بدنها بعض العناصر الزخرفية البسيطة التي تدل على التأثر بالأسلوب السلجوقي وذلك نتيجة بقاء العثمانيين القصير في عدن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق