الأربعاء، 1 أغسطس 2012

حديقه للحيوانات (عدن)


حديقة عدن للحيوانات ..أول حديقة حيوانات في الجزيرة العربية 



 ستظل عدن موقعاً اقتصادياً وتجارياً وسوقاً حرة ومركزاً مهماً للتجارة الملاحية العالمية وميناءً لالتقاء الشرق بالغرب .. عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن تسعى لاستعادة دورها وتاريخها الاقتصادي والتجاري والسياحي، عدن المنطقة الحرة والاستثمار، عدن بشواطئها وقلاعها وصهاريجها وشوارعها
خالد عبدالمجيد السلفي
خالد عبدالمجيد السلفي
وأسواقها ومبانيها التاريخية شاهدة على دورها الاقتصادي والتجاري والثقافي والرياضي والتنويري والسياحي في منتصف القرن الماضي ، إلى جانب بساتينها وحدائقها ومتنفساتها ، ومنها حديقة عدن للحيوانات (ADEN ZOO ) التي يعود تاريخ نشأتها إلى عام 1946م من القرن الماضي. عندما قام الحاج عبدالمجيد السلفي بشراء بستان في ضواحي مدينة الشيخ عثمان ليعمل على زراعته بمختلف أنواع الخضروات وأشجار النخيل والنارجيل والتمباك والقطن ، العام 1952م حين قدم اثنان من الإخوة الصوماليين إلى ميناء عدن بزعيمة على متنها زوج من الأسود ( أسد ولبوه) يرغبان في تقديمها هدية للإمام احمد في صنعاء ، إلى هنا نترك الحديث للأخ / خالد عبدالمجيد السلفي ابن الحاج عبدالمجيد السلفي صاحب ومالك أولى حديقة حيوانات في الجزيرة العربية ليحدثنا عن بداية ونشأة ومراحل تطور ، ونهاية حديقة عدن للحيوانات .
- من هو عبدالمجيد السلفي ؟-
الحاج عبدالمجيد السلفي من مواليد عام 1906م بدأ حياته وعمله التجاري بفتح محل صغير في الحي التجاري في الشيخ عثمان لبيع الصحف والمواد القرطاسية وعصير الليمون والكوثر والثلج ، وكان يحظى بسمعة طيبة وعلاقات اجتماعية نوعية إذ ربطته صداقة حميمة مع الشيخ عبدالله محمد حاتم ومحمد علي مقطري والحاج محمد علي عبده والحاج زكريا زكو والشيخ جازم عثمان وناصر ربيع والشيخ احمد العبادي الذي
خالد وهو يلاعب الدب
خالد وهو يلاعب الدب
درس والدنا على يده كما ارتبط الحاج / عبدالمجيد السلفي بمشروع خيري تمثل في بناء ( مسجد النور) الذي يتوسط الحي التجاري بمدينة الشيخ عثمان مع عدد من الشخصيات الاجتماعية منهم محمد علي عبده وياسين محمود والأستاذ/ سعيد شعراني ، هؤلاء كانوا عبارة عن لجنة خيرية مع والدنا الذي تحمل مسؤولية الجوانب المالية فتم جمع التبرعات المالية من المملكة العربية السعودية ومن كبار رجال الأعمال والتجار في عدن وحينها تم تشييد ( مسجد النور) العلم البارز والجامع المنير في مدينة الشيخ عثمان وبالإضافة إلى ذلك كان الحاج عبدالمجيد صاحب مزرعة تحولت بعد ذلك إلى حديقة حيوانات.
 - كيف بدأت فكرة إنشاء حديقة الحيوانات أو ما عرفت ببستان عبدالمجيد؟
  كانت بداية إنشاء الحديقة ، عندما وصل اثنان من الإخوة الصوماليين عبر زعيمة إلى ميناء عدن وعلى متنها زوج من الأسود ( أسد ولبوة) راغبين بنقلهما إلى صنعاء لتقديمهما هدية للإمام احمد ، وفي ذلك الوقت أي عام 1952م لم يتمكنا من الحفاظ على ( الأسدين) في ميناء عدن فقررا وبناءً على مشورة من الإخوة العاملين في الميناء نقلهما إلى موقع امن بمدينة الشيخ عثمان ، حتى يتسنى
خالد حاملا احد  النمور
خالد حاملا احد  النمور
للأخوين الصوماليين ترتيب سكنهما المؤقت في عدن والاستعداد للسفر براً إلى صنعاء مع ( الأسدين) فكانت مدينة الشيخ عثمان ومزرعة الحاج عبدالمجيد السلفي هي المكان الآمن للأسدين ، فوضعا الأسدين بمزرعة الوالد الذي بعد ذلك استلطف فكرة إنشاء حديقة للحيوانات بعدما جاء العديد من مواطني عدن والمقيمين فيها لرؤية ( الأسدين) في مزرعته وبسبب حب المعرفة لمواطني عدن وإقبالهم على بستان عبدالمجيد لمشاهدة الحيوانين تكونت الفكرة وما تعرف حالياً ( بالجدوى الاقتصادية) في رأس الوالد رحمه الله ، وذلك في عام 1952م عندما استعاد الصوماليان الأمانة من الحاج / السلفي ، فشرط عليهما مقابل (حفاظته) أمانته على ( الأسدين) أن يرسلا له أسدين ( بقيمتهما) بدلاً عن الأسدين اللذين أخذا إلى الإمام في صنعاء ، فصدق الصوماليان في وعدهما ، فأرسلوا من بر الصومال إلى الحاج / عبدالمجيد السلفي ( أسداً ولبوة) مع كبش بخمس أرجل ومن هنا نشأت حديقة الحيوانات وما عرفت حينها ( ببستان عبدالمجيد) فكثر زوار البستان وذاع صيته وإخباره إلى خارج عدن واليمن والجزيرة العربية، وفي عام 1953م ادخل إلى الحديقة طيور النعام والطاؤوس والكناري والبوم والصقور والنسور والببغاء الاسترالية ، حتى العام 1958م والذي اكتملت فيه الحديقة بمختلف الحيوانات والطيور النادرة ومنها ( الحنش) الذي قام الوالد باستيراده من الهند وطوله (16) قدماً من فصيلة (البايتون) إلى جانب النمور والسناجب والنمس (ابن عرس) والثعالب والضباع البرية والقنافذ ، وهر الزباد ( القط البري) من سقطرى والدببة التي قام باستيرادها من جبال الهملايا وثعبان الكوبرا من الهند بالإضافة إلى القرود المتنوعة ومنها قرود من فصيلة الشمبانزي والنسناس من كينيا ، وبعد الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967م قام ( والدنا) بشراء (16) حصاناً من وزارة الدفاع ومن خلال ذلك قام بإنشاء نادٍ للفروسية حيث كان العديد من رجال السلك الدبلوماسي يقومون باستئجار الأحصنة للرياضة في خبوت وضواحي الشيخ عثمان ، حتى العام 1974م والذي شهد انتشار وباء الكوليرا وقيام الدولة بوقف استيراد المواشي وحينها قام الوالد عبدالمجيد السلفي بذبح الأحصنة لتغذية الحيوانات .
- كيف كان والدكم يقوم بتغذية الحيوانات ؟
 كان يقوم بشراء المواشي الهزيلة ( القراقر) الشامي ر خيصة الثمن وشراء الحمير من محافظتي لحج وأبين وذبحها لتغذية الحيوانات بالإضافة إلى دور المؤسسة العامة للحوم وبناء على توجيهات الرئيس سالم ربيع علي في منتصف السبعينات الذي أمر بصرف اللحوم التالفة وغير الصالحة للتغذية البشرية والتي
خالد وبيده تمساح صغير
 خالد وبيده تمساح صغير 
 يتم معاينتها من قبل الدكتور البيطري في المسلخ ، وتسليمها لحديقة الحيوانات ، أما بالنسبة للقرود والدببة والطيور وغيرها التي لا تتغذى باللحوم فيتم تغديتها بالخضار والخبز والطعام الذي يتم شراؤه من أسواق عدن ، وذلك من خلال الدخل اليومي للحديقة والذي كان عبارة عن (50) سنتاً للفرد ( نصف شلن) من زوار حديقة الحيوانات و(20) سنتاً من الطلاب (عانتين) وهذه كانت رسوم دخول الحديقة منذ نشأتها وحتى نهايتها في عام 1985م ، وللعلم فقد استفاد العديد من الطلاب من الحديقة بمعرفتهم عن قرب بالحيوانات وأنواع الطيور والمزروعات .
 - لماذا انتهت الحديقة ؟ -
اولاً أحب أن أوضح وهذا للتاريخ وللأجيال الحاضرة والمستقبلية أن حديقة الحيوانات أو ما كانت تسمى بـ( بستان عبدالمجيد) هي أول حديقة حيوانات في اليمن والجزيرة العربية ، وبحكم أن ( والدنا) كان له دور مشهود في إنشاء حديقة الحيوانات في المملكة العربية السعودية في بداية الستينات من القرن الماضي وإسهامه في إمداد الحديقة ببعض الحيوانات والأفكار الخاصة في كيفية التعامل والمحافظة على الحيوانات لذلك فقد تلقى ( والدنا) رسالة شكر وتقدير من حكومة المملكة العربية السعودية عبر مدير عام البلدية في المملكة . أما انتهاء الحديقة فيعود ذلك إلى عام 1985م بسبب كبر سن الحيوانات وشحة المردود المالي وكذا عدم القدرة على استيراد حيوانات بديلة وتلك الفترة كانت فترة صعبة علينا وعلى البلد بشكل عام ولكوني حينها موظفاً عاماً والراتب على قدر الصرف المنزلي ، إلا انه كان هناك مشروع بفتح حديقة حيوانات في عام 1984م كبديل لحديقتنا من قبل الحكومة حيث تم الإعداد للمشروع بتحديد موقع الحديقة في الجهة المقابلة لمصنع الكندا دراي بمنطقة كالتكس أو بجانب الصالة المغلقة ، وكان هناك دعم بجلب مختلف أنواع الحيوانات المتوحشة والأليفة من قبل دولة أثيوبيا حينها كهدية للشعب اليمني إلا أن أحداث يناير حالت دون انجاز حديقة حيوانات جديدة في عدن.
 - هل فكر احد أبناء أو أحفاد السلفي بإنشاء حديقة حيوانات جديدة؟
 طبعاً ما زالت الفكرة تراودنا وورثة المرحوم بإذن الله الحاج / عبدالمجيد السلفي بإنشاء حديقة حيوانات جديدة إلا أن الظروف المادية وعدم توفر المكان المناسب لموقع الحديقة حال دون ذلك بحكم أن الموقع القديم أصبح في وسط المدينة وتحيط به على بعد (10) أمتار منازل المواطنين ، وهذا شكل عائقاً أمام ( الفكرة) لان من ضروريات إنشاء حدائق الحيوانات بعدها عن منازل المواطنين وإيجاد مساحات
ثعبان البايتون بامكانه التهام انسان حديقة عدن للحيوانات
ثعبان البايتون بامكانه التهام انسان حديقة عدنللحيوانات
للمتنفسات والتشجير وتوفر الجانب المادي لشراء الحيوانات وتغذيتها ، فمثلاً ( الأسد ) كانت قيمته في تلك الفترة لا تتجاوز(250) جنيهاً استرلينياً وكذا قيمة النمور والدببة والفهود والثعابين الكبيرة بالإضافة إلى تكاليف تغذيتها .. إلى جانب الغزلان والوعول والنعام والطيور والقرود والضباع.. واجدها مناسبة اولاً لأهنئ قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية الأخ علي عبدالله صالح والشعب اليمني العظيم بمناسبة أعياد الثورة اليمنية والعيد الـ 42 للاستقلال الوطني وآمل من قيادتنا السياسية وقيادة المحافظة أن يعيدوا لمحافظة عدن تاريخها وصروحها وكل ما زخرت به ، ومنها حديقة عدن للحيوانات فعدن السباقة دائماً بالخير وبرجالها الطيبين الذين ندعوهم اليوم أن يعيدوا حديقتها ويعملوا كل ما من شأنه إعادة حديقة عدن للحيوانات فهي تاريخ لعدن مثلها مثل إعادة باب عدن الذي سيتم العمل به قريباً تزامناً مع استضافة لبطولة خليجي 20 واعتقد انه لا بد من وجود حديقة حيوانات لمحافظة عدن ، فعدن العاصمة الاقتصادية والتجارية والسياحية بحاجة ماسة إلى كل مواقع ووسائل الترفيه لمواطنيها وزائريها ولرجال المال والأعمال محليين كانوا أو عرباً أو أجانب فتحية لكل من أحب اليمن واخلص لها ولعدن وفي مقدمتهم فخامة الرئيس الرمز علي عبدالله صالح.
وفي هذا اللقاء لم يفتنا أن نلتقي بسايس حديقة عدن للحيوانات الذي كان يقوم بإطعام الحيوانات وتصفية أقفاصها ومنها الحيوانات المتوحشة وهو الأخ / أبو بكر علي عبدالمجيد السلفي حفيد مالك وصاحب الحديقة الذي قال: كان عملي سايساً في الحديقة إلى جانب أني كنت في تلك الفترة طالباً ادرس في المرحلة الابتدائية ثم الإعدادية ( الأساسية) حالياً ثم في الثانوية العامة وهذه الفترة كنت أساعد جدي في الحديقة سائساً للحيوانات بالإضافة إلى حبي للحيوانات الذي لايزال يسكنني حتى الآن ، ومن بعض المواقف المرعبة التي صادفتني أثناء عملي في الحديقة ، كان عندما كنت أقوم بتصفية قفص الثعبان الذي يبلغ طوله (16) قدماً حيث كنت أظن انه نائم ، وأثناء التصفية وأنا في داخل قفصه وبصورة مباغتة هاجمني الثعبان قابضاً بفكه على فوطتي محاولاً التهامي ، وما كان مني إلا أن اترك له الفوطه وأهرول خارج القفص بدونها / كما أتذكر حادثة ظريفة وذلك عندما كنت أقوم بذبح حمار كطعام للأسود والنمور والضباع وبعد فصل رأسه نهض الحمار من دون رأس راكضاً في الحديقة لمسافة ليست قصيرة حتى نزف بقية دمه وسقط ميتاً ، وكانت تلك الفترة هي أحلى أيام حياتي لأني أحببت جدي وأحببت الحيوانات وظل هذا الحب إلى يومنا هذا ، متمنياً من قيادة محافظة عدن وخاصة مجلسها المحلي وكذا رجال المال والأعمال والمستثمرين أن يعملوا على إنشاء حديقة جديدة في عدن ، فعدن تتطلب أن يكون فيها حديقة حيوانات ، فهي عاصمة اليمن الاقتصادية والتجارية بالإضافة إلى امتلاكها مقومات السياحة وما تتميز به من شواطئ جميلة ومواقع خلابة وحدائق ومتنفسات ، كما تبرز الأهمية الآن لضرورة إنشاء حديقة حيوانات مع استضافة عدن لبطولة خليجي 20 .
المصدر: صحيفة 14 اكتوبر

خورمكسر (عدن)

 خورمكسر الملاحات
الملاحات خورمكسر
 يروي المؤرخون أن اسم مدينة خور مكسر اسم قديم ذكر قبل مئات السنين ، والخور كان مكسراً منقسماً ؛ ولذلك سموها خور مكسر ، وكذلك يطلقون هذا الاسم على المكان الموجود فيه الجسر الذي يمر من تحته ماء البحر إلى حقول الملح ، وأمَّا عمارة الجسر ترجع إلى أكثر من ألف سنة ، وكان اسمه قنطرة المكسر ، ويشير المؤرخ حمزة لقمان أن الجسر تهدم أكثر من مرة بفعل المعارك التي دارت عليه أخرها بين رجال السلطان محسن فضل والإنجليز عام 1840م ، وأعيد بناؤه من جديد لأنة كان الوسيلة الوحيدة التي تربط عدن بالبر ، وإلى شمال غرب المدينة توجد عدد من الملاحات الأثرية القديمة ، وتشير المصادر التاريخية أن اليمنيين القدماء اهتموا باستخراج الملح وإقامة العديد من المنشآت المرتبطة بهذه الصناعة أهمها الملاحات .
خورمكسر عدن ساحل ابين اكبر شواظئ مدينة عدن
ساحل أبين
كما وان ساحل ابين يقع في منطقة خور مكسر ، ويمتد الشاطئ مسافة كبيرة ، ويعد أطول شواطئ أو سواحل محافظة عَدَن، ويتميز بروعة منظره حيث رماله الناعمة ومياهه الصافية ، ويقع بمحاذاة كورنيش خور مكسر ، وتوجد به العديد من الاستراحات ، وقد تغنى الشعراء المحليون بالشواطئ الجميلة ومنها ساحل أبين .

المعلا (عدن)



السفينة الشهيره ضوء في ميناء المعلا
السفينة الشهيرة ضوء صنعة في لمعلا
   كانت مدينة المعلا في الماضي محلاً لصناعة السفن الشراعية ويرفعونها في مكان عال عن البحر ، لذلك سميت بالمعلا ، وتعني المكان العالي حسب ما قاله المؤرخ حمزة لقمان ، ويشير المؤرخ عبد الله محيرز أن المعلا نمت خلال القرن التاسع كميناء ومرسى للسفن الشراعية ثم السفن البخارية الصغيرة ، وشيدت فيها عدد من مخازن البضائع والأرصفة ، وتمتد المعلا الحالية من قرب حجيف إلى باب عدن ، ويحتمل أن مدينة المعلا قامت على إثر قرية ( المباءة ) التي نشأت خارج باب عدن ثم اختفت في القرن السادس عشر ،
 ويرجح هذا الاحتمال أن المهن التي مارسها سكان قرية ( المباءة ) كاستخراج النورة والحطم استمرت في المعلا حتى بعد أن توسعت عام 1869م ، وشيدت المنشآت الصناعية الصغيرة آنذاك ،
ومنذ القدم اشتهرت المدينة بصناعة السفن التي كان يقوم بها الحضارم ، وتشبه السفن الشراعية ( التي كانت تبنى في المعلا ) سفن الفينيقيين ، واستخدمت فيها خشب ( التبك ) المستورد من الهند بشكل أساسي ، أما بقية الأخشاب المساعدة والعادية والمسامير فهي من المنتجات المحلية .
ميناء عدن من اعلى جبل شمسان
المعلا صورة من الاعلى

وفي مطلع عقد الخمسينات من القرن العشرين تغير وجه المدينة كاملاً ، وقد ردمت مساحة كبيرة من البحر وشيد عليها أطول شارع من العمارات الحديثة باستيعاب عائلات القوات البريطانية .   كانت مدينة المعلا في الماضي محلاً لصناعة السفن الشراعية ويرفعونها في مكان عال عن البحر ، لذلك سميت بالمعلا ، وتعني المكان العالي حسب ما قاله المؤرخ حمزة لقمان ، ويشير المؤرخ عبد الله محيرز أن المعلا نمت خلال القرن التاسع كميناء ومرسى للسفن الشراعية ثم السفن البخارية الصغيرة ، وشيدت فيها عدد من مخازن البضائع والأرصفة ، وتمتد المعلا الحالية من قرب حجيف إلى باب عدن ، ويحتمل أن مدينة المعلا قامت على إثر قرية ( المباءة ) التي نشأت خارج باب عدن ثم اختفت في القرن السادس عشر ،
 ويرجح هذا الاحتمال أن المهن التي مارسها سكان قرية ( المباءة ) كاستخراج النورة والحطم استمرت في المعلا حتى بعد أن توسعت عام 1869م ، وشيدت المنشآت الصناعية الصغيرة آنذاك ،
ومنذ القدم اشتهرت المدينة بصناعة السفن التي كان يقوم بها الحضارم ، وتشبه السفن الشراعية ( التي كانت تبنى في المعلا ) سفن الفينيقيين ، واستخدمت فيها خشب ( التبك ) المستورد من الهند بشكل أساسي ، أما بقية الأخشاب المساعدة والعادية والمسامير فهي من المنتجات المحلية .

وفي مطلع عقد الخمسينات من القرن العشرين تغير وجه المدينة كاملاً ، وقد ردمت مساحة كبيرة من البحر وشيد عليها أطول شارع من العمارات الحديثة باستيعاب عائلات القوات البريطانية .

كريتر (عدن)


تعني فوهة البركان وأطلق عليها هذا الاسم بعد الاحتلال الإنجليزي ، وهذه المدينة عبارة عن شبة جزيرة تبلغ مساحتها حوالي (200 كم 2 ) تمتد كرأس صخري في مياه خليج عدن ، وهي بمثابة بركان خامد مساحة امتداده في مياه خليج عدن حوالي ( 8.5 كم ) ، ويربطها بالبر برزخ رملي يعرف ببرزخ ( خور مكسر) ، وتحيط بفوهة البركان سلسلة جبلية بركانية تكونت خلال الزمن الجيولوجي الثالث مع تكون أخدود البحر الأحمر ، وقد ساهمت في تشكيل تضاريس مدينة عدن وخليجها تلك السلسلة الجبلية المحيطة بها من جهة الشمال والغرب والجنوب الغربي تتفرع من جبل العر عمودها الفقري ، وساعد موقع مدينة كريتر الجغرافي وما وهبتها الطبيعة من مميزات على أن جعل ميناءها أشهر وأهم الموانئ اليمنية منذ القدم ، وهذا الميناء هو الميناء الوحيد الذي تميز بعمقه ، وتحيط به الجبال الأمر الذي سهل للبواخر والمراكب من الرسو بأمان وحجبها من الرياح ومن أهمية هذا الميناء أنه كشريان حركة للتجارة العالمية عبر العصور تشكل تاريخ مدينة عدن ، وظلت باستمرار مخطط أطماع الغزاة منذ فجر التاريخ ، وقبل فترة الاحتلال الإنجليزي كانت مدينة عدن القديمة عبارة عن قرية تاريخية متوسطة تحتوي على معالم أثرية ذات بعد هندسي وقيمة اقتصادية وجوانب روحية كالصهاريج والمساجد القديمة والقلاع والأسوار والتحصينات والأنفاق وبقايا المنشآت السكنية العتيقة ، وكل تلك المعالم بصورها المتعددة هي التجسيد الحي للتواصل بين حلقات الحضارة الإنسانية ، وأثناء الاحتلال الإنجليزي عملت السلطات البريطانية على صيانة الأسوار والتحصينات القديمة للمدينة لحمايتها ثم بدأت بتنفيذ تخطيط مدينة كريتر عام 1854م ، وغيرت أغلب الأحياء القديمة استبدلتها بأحياء منظمة جديدة ، ورصفت الشوارع المستقيمة الحديثة والتي تبعد كثيراً عما يجب أن تكون عليه مدينة إسلامية .
وأصبحت كافة شوارع كريتر وأحيائها تندرج ضمن مخطط عام لها يجمع بين الخدمات المتنوعة السكنية والتجارية والصحية والتعليمية والأمنية ، وتطورت عبر المراحل التاريخية حتى صارت على ما هي عليه اليوم .
 أهم المواقع التاريخية والأثرية في عدن :
1- صهاريج عدن 
تقع صهاريج الطويلة بوادي الطويلة في امتداد خط مائل من الجهة الشمالية الغربية لمدينة
عدن كريتر صهاريج الطويله
صهاريج الطويلة
عَدَن ( كريتر ) ، وهي واقعة أسفل مصبات هضبة عَدَن المرتفعة حوالي ( 800 قدم ) ، وتأخذ الهضبة شكلاً شبه دائري ويقع المصب عند رأس وادي الطويلة . وتصل الصهاريج بعضها ببعض بشكل سلسلة ، وهي مشيدة في مضيق يبلغ طوله سبعمائة وخمسون قدماً تقريباً ، ويحيط بها جبل شمسان بشكل دائري باستثناء منفذ يؤدي ويتصل بمدينة كريتر ، تقوم الصهاريج بحجز المياه المنحدرة من الهضبة من خلال شبكات المصارف والسدود والقنوات التي استحدثت بهدف تنقية المياه من الشوائب والأحجار .
وتختلف المصادر التاريخية حول تاريخ بناء الصهاريج ، ولم يجد الدارسون الأثريون أي سند أو نقش يتعلق بتاريخ بنائها ، وأغلب الظن أن بناءها مر بمراحل تاريخية متعددة . ولعل ما يلفت النظر وجود لوحة مثبتة على جدار بالقرب من صهريج ( ( هذه الخزانات في وادي الطويلة مجهول تاريخها) ويعلق الأستاذ عبد الله أحمد محيرز على ذلك بالقول : " ليس من الضروري البحث عن تاريخ لمثل هذه الصهاريج فوجودها ضروري في أي زمان ومكان خاصة في مدينة كعَدَن شحت آبارها ، وتعرض أهلها بحكم موقعها لخطر الموت عطشاً إن هي حوصرت لزمن طويل بل لابد أن وجودها لخزن المياه - وتقوم الصهاريج بتلقف المياه وحفظها وخزنها ثم تصريفها لاكتمالها - ؛ وبذلك تكون آلية عمل الصهاريج وفقاً لهذا المفهوم المتعارف عليه كمصطلح بحسب ورودها في كتب المؤرخين ، وكما وصفها الرحالة العرب في مشاهداتهم المدونة في كتبهم والتي صنفت فيما بعد بما يسمى أدب الرحلات وسوف نلقى مزيداً من التفصيل عن ذلك فيما يلي :-
الصهاريج في النقوش القديمة
ورد ذكر الصهاريج في نقش قديم محفوظ بمتحف اللوفر في باريس بالرمز، ( 1H 50-1) 4 ينص على التالي ( قيلزد قد قدمت مسنداً للإله ذات بعدان تكفيراً عن خطيئة ابنتها بتدنيسها صهريج عَدَن) ، لم يحدد في النقش أيا من العدنات اليمنية المقصود ، كما أن الفترة الزمنية التي يتحدث عنها النقش غير مشار إليها في المرجع ـ الكتاب الذي ذكر فيه النقش ـ ، كما يمكن أن يكون تفسير لفظة صهريج لا تحمل الدلالة ذاتها ولا تطابق ما هو وارد أصلاً في لغة النقش القديمة ، حيث هناك تفسير آخر يورد جملة ( بتدنيسها بحر عَدَن) وذلك وفقاً لما ورد في كتاب ( عَدَن بوابة القرن الحادي والعشرين ) (( الصهاريج في كتابات المؤرخين والرحالة الإسلامية قديماً : ))
- عند د الهمداني : لم يشر إليها صراحة بلفظة صهاريج حيث ورد في صفة جزيرة العرب ص94 عند الحديث عن عَدَن( بها ذاتها بؤور ) و بؤور تعرف قاموسياً بأنها الحفرة لخزن الشيء . - عند الرحالة والجغرافي العربي الإسلامي المقدسي صاحب ( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) في القرن الرابع الهجري / العاشر ميلادي / والمعاصر للهمداني عند حديثه عن عَدَن يقول في ص 85 ولهم آبار مالحة وحياض عدة ) مما يفسر وجود أحواض تستخدم ، بدائياً كان أو متطوراً قد عاصر البشرية منذ استيطانها المدينة ) . وبذلك يشترك مع معاصره الهمداني في عدم الإشارة لها صراحة وربما يعود ذلك إلى أن لفظة صهاريج لم تكن متداولة وشائعة في تلك الفترة .
- عند ابن المجاور صاحب كتاب تاريخ المستبصر في بداية القرن السابع الهجري / الثالث عشر ميلادي ، زار ابن المجاور عَدَن ودون في
 صهاريج الطويلة كريتر عدن
صهاريج الطويلة
كتابه المشار إليه ص 132 و بقوله : آبار ماؤها بحر عَدَن(... والصهريج عمارة الفرس عند بئر زعفران ، والثاني عمارة بني زريع على طريق الزعفران أيمن الدرب في لحف الجبل الأحمر ... ) .نستدل مما سبق أن كلمة صهريج - صريحة - وردت أول ما وردت في الكتب والمصادر التاريخية عند ابن المجاور حيث لم ترد صراحة عند من سبقوه بحوالي ثلاثة قرون ( الهمداني والمقدسي ) . وكلمة ( صهريج ) لفظة مستعربة من اللغة الفارسية كما ورد في معجم ( المنجد في اللغة والأعلام وتعني : حوض الماء ) . - عند ابن بطوطة : زار عَدَن في حوالي ( 730هـ / 1329م ) ، وأكد وجود الصهاريج حيث أشار في كتابه ( تحفة النظار ) ص 168L وبها صهاريج يجتمع فيها الماء أيام المطر .. ) .
- عند ابن  الديبع المؤرخ لعهد الرسوليين والطاهريين ، حيث يورد في كتابه ( الفضل المزيد على بغية المستفيد في أخبار زبيد ) في ص 232:( وامتلأت الصهاريج كلها حتى تفجرت وزاد الماء زيادة عظيمة حتى سال إلى البحر ) وذلك في إشارة إلى حوادث عام ( 916هـ / 1510م ) عندما نزل مطر عظيم شديد في عَدَن.كما ترد كلمة صهاريج في نفس المصدر ص 290 عند حديثه عن منجزات السلطان عامر بن عبد الوهاب أعظم سلاطين الطاهريين حيث يقول ( مسجد بداخل مدينة عدن وآخر بالمباه بظاهر باب البر منها ، وصهريج عظيم بها لم يسبق إلى مثله ) ، وهذا الصهريج الموجود في المياه والذي يقع خارج نطاق صهاريج الطويلة وقد أشار إليه بليفير الإنجليزي .ومنذ القرن العاشر هجري لم ترد إلا لماما في كتابات بعض الكتاب الغربيين من برتغاليين وإنجليز .
 ومع احتلال الإنجليزي لعَدَن عام 1839م ، ولغرض تأمين المياه تم إعادة ترميم الصهاريج ، وذلك ابتداء من عام 1856م .وتعد صهاريج الطويلة مأثرة معمارية هندسية تدل على عظمة ابتكار الإنسان اليمني لاحتياجاته قديماً ، فكما بنى السدود وزرع المدرجات الجبلية بنى – أيضاً - الصهاريج كنظام مائي متطور لبى احتياجات عصره واستمرت حتى اليوم شاهداً حضارياً يستمد منه شعبنا اليمني في العصر الحديث درساً وعبراً للمستقبل .لنظام صهاريج الطويلة أهداف متعددة مختلفة عن الصهاريج الأخرى الموجودة بالمدينة والتي اقتصر دورها على اعتبارها خزانات لجمع الماء وحفظه حيث يرى الأستاذ عبد الله أحمد محيرز أبرز من كتب عن صهاريج عَدَن ( أما نظام الطويلة فلم يكن به هذا الهدف الجامد ) وهو ( توفير الماء في متناول المستهلك ) ولكنه يعكس : نظام دينمائي وتكنولوجيا بارعة ووجه حضاري فريد وهو وسيلة لتلقف الماء عبر جدران حاجزة ، إما منحوتة بصخور الجبل أو مبنية بالحجارة والقضاض تقوم بثلاث مهمات تلقف الماء ، وحجز الحجارة والطمي الساقط مع الشلالات ، وتوجيه الماء عبر سلسلة من هذه الجدران لتصريفه إلى حيث تكون الحاجة إليه إلى صهاريج المدينة ) .وقد وصفها الرحالة والأديب اللبناني المعاصر أمين الريحاني قائلاً ( وهذه الخزانات من أجمل الأعمال الهندسية في العالم ) .ويمكن الحديث عن الصهاريج بعد ترميم الإنجليز في فترة احتلالهم لعَدَن- والذين كانوا يتوقعون نتائج مرضية على المدى البعيد تعيد الصهاريج كما كانت عليه ولكن التغييرات التضاريسية التي طرأت على هضبة عَدَن بفعل عوامل التعرية و بناء حواجز على الهضبة من قبل المهندسين الإنجليز لغرض تصفية الماء من الحجارة والطمى ، فكانت النتيجة أن الماء لم يعد ينهمر إلى وادي الطويلة وفاض في الهضبة التي تعلو الطويلة ويرى بعض الدارسين أن صهاريج الطويلة كانت معلقة وأن تراكمات الحجارة والطمى جعل بعضها يندثر تحت الركام بحيث لم يعد يَرى ، والبعض الآخر أجزاء منها باتت مطمورة .
 ويرى محيرز أن الدراسة التي قام بها الكابتن بليفير ( PLAYFAIR ) تميزت بالجدية ، وكانت في منتصف القرن التاسع عشر ميلادي ، وقد كان يشغل في تلك الفترة مساعد السياسي المقيم وقد تميز بحسب وصف محيرز عن غيره بثقافة وبعد نظر . وقد صنف بليفير جدولين هما ( B , A ) وقام بحصر نحو (50 صهريجاً ) في مدينة عَدَن ( وسط مدينة كريتر وأوديتها الطويلة والعيدروس والخساف ، ويبلغ عدد صهاريج الطويلة منها ( 18 صهريجاً ) بحسب ما أورده بليفير بداية منالصهريج رقم (1) في أعلى الوادي والمسمى صهريج ( أبو سلسلة ) وانتهاء بالصهريج الدائري الضخم المسمى تمييزاً صهريج بليفير ( سعته 4 ملايين جالون ) أما كوجلان ( COGHLAN ) السياسي المقيم البريطاني ، فقد ورد في التقرير الذي رفعه إليه كبير المهندسين المشرفين على الترميم بأن عددها في الطويلة وحدها ( 35 صهريجاً ) ، وتضمن التقرير صهريجاً لم يرد عند بليفير ، وأطلق عليه اسم صهريج كوجلان ( الصهريج المربع ) .
- بينما يشير تقرير نورس (NORRIS ) وبنهي ( PENHEY ) بأن عددها في وادي الطويلة ( 17 صهريجاً ) وهما اللذان قاما بوضع خارطة تحدد مواقع الصهاريج بدقة وفقاً لوضعها الموجود إلى الآن ( ونورس وبنهي هما موظفان بريطانيان يتبعان هيئة الأشغال في الخمسينات من القرن العشرين ، وقد قاما بمسح آثاري للصهاريج ) .
 وتبلغ السعة الإجمالية للصهاريج حوالي ( 20 مليون جالون ) ، أكبر الصهاريج ســـعة هو صهريج بليفير ( الدائري ) حوالي ( 4 ملايين جالون ) ، وأصغرها سعته حوالي(10 آلاف جالون ) ، ويقع بالقرب من سائلة وادي العيدروس . أما بالنسبة للصهاريج التي رممت فيبلغ عددها ( 14 صهريجاً ) ، وهناك ( 36 صهريجاً ) لم ترمم وبعضها بات مخرباً ) ناهيك عن الصهاريج المطمورة والتي لم يتم اكتشافها بعد .وأكبر الصهاريج وأشهرها :
 صهريج بليفير الدائري ، ويقع خارج وادي الطويلة ، وتصب فيه الصهاريج من (1-10) .
- صهريج كوجلان ( المربع ) ويقع في وسط الوادي ، يملأ الفراغ بين جبلين .
- صهريج أبي قبة ، ولعل القبة أَضيفت خلال فترة حكم العثمانيين .
- صهريج أبي سلسلة رقم (1) ، ويقع في أعلى وادي الطويلة .- بالقرب من حديقة تسمى حديقة الصهاريج بني متحف عام 1930م ، وهو اليوم مركز للوثائق والصور التاريخية الخاصة بمدينة عَدَن.
لم تعد بطبيعة الحال للصهاريج قيمة نفعية عملية في الوقت الراهن حيث تم توفير مصادر أخرى للمياه بمدينة عَدَن ابتداءً من أواخر القرن الماضي التاسع عشر ميلادي و بداية القرن العشرين حيث باتت عَدَن تصل مياهها من مصادر عدة مثل بئر أحمد وبئر فضل والحسوة والمحطة الكهرو حرارية إضافة إلى الآبار المتفرقة داخل المدينة نفسها ، وبالتالي أصبحت للصهاريج قيمة جمالية أثرية جاذبة للسياح والوافدين والزوار ، ولازالت معظم منشآتها قائمة وبحالة جيدة مبنية بالحجارة السوداء ( البازلت ) ومليسة بالقضاض .
سدود هضبة شمسان
تقع السدود على هضبة شمسان التي تحتل مساحة تزيد على الثلثين من مساحة مدينة عَدَن كريتر ، وتقع الهضبة في أعلى مدينة كريتر جنوباً ، وتضم على الهضبة ثمانية سدود ، اثنان منها يقعان في وادي الخساف والستة الباقية تقع في وادي الطويلة جميعها ذو طابع قديم والسدود الثمانية السابقة تم تشييدها واستخدامها بعد الاحتلال الإنجليزي لمدينة عَدَن كريتر عام 1839م .
 أ- سدي بحيرة الخساف
بدأ مشروع بناء سدي بحيرة الخساف في عام 1863م ، بعد فشل ترميم صهاريج الطويلة وكحل لمشكلة المياه في مدينة عَدَن حيث أن وجود السد سوف يؤدي إلى حجز المياه وتكوين بحيرة ونقل المياه عبر قناة تمر تحت نفق في جبال المنصوري إلى خزانات في جبل حديد .وقد تم الانتهاء من بناء السد في عام 1877م ، وأطلق عليه سد الحوض الكبير ، كما بَني سد آخر أطلق عليه سد البئر ويصب السدان في وادي الخساف .
ب - سدود وادي الطويلة
تقع السدود الستة المبنية على وادي الطويلة بهدف تنظيم المياه المندفعة إلى الصهاريج ، ويمكن سردها بحسب الترتيب ( سد المساقط الأربعة ، وسد العقود الثلاثة ، وسد الصخرة ، والسد العميق ، والسد الوسيط ، وسد التعكر ) . وقد بنيت خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر ميلادي .
ج - سد بستان الفرس
ويقع في نهاية الهضبة من ناحية الشرق حيث يسمى سد الصمت ، ويصب في صهريج  صل بينهما .
 د- قلعة صبره
تعتبر قلعة صيرة من أقدم المعالم الأثرية التاريخية بمحافظة عَدَن، وتعد مع صهاريج الطويلة أشهر معلمين أثريين
العمري نت _  قلعة صيره عبارة عن قلعة محصنة قديمة توجد بها تحصينات عسكرية تعتلي جبل صيرة
قلعة صيرة
بارزين في تاريخ عَدَن ، وهي عبارة عن قلعة محصنة قديمة توجد بها تحصينات عسكرية تعتلي جبل صيرة الأسود والذي يطلق عليه جزيرة صيرة الواقعة في البحر قبالة خليج حقات ، وتنتصب الجزيرة و قلعتها في البحر كديدبان يعايش النهار ويسامر الليل بكل يقظة لحماية عَدَن و كخط دفاع متقدم ؛ إضافة إلى ذلك تستمد الجزيرة من موقعها الحساس ميزة هامة هي مراقبة حركة السفن القادمة إلى ميناء عَدَن والخارجة منه ، وتقع جزيرة صيرة وجبلها قبالة جبل المنظر من جبال حقات .
وتوجد بالقلعة بئر تسمى ( بئر الهرامسة ) ، تروج بعض الأساطير بأن الجن والعفاريت هم من قاموا بحفرها، وتتعدد الآراء في المصادر التاريخية القديمة والحديثة حول تاريخ وفترة زمن بناء القلعة ، ولا يعرف على وجه الدقة تاريخ إنشائها الحقيقي فمنهم من يرى أنها أنشئت مع بدايات ظهور ميناء عَدَن كريتر كميناء تاريخي لعَدَن ، ويعود ذلك إلى فترة ما قبل الإسلام ، ويرجع آخرون ظهور تلك الاستحكامات ـ التحصينات ـ الدفاعية إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين أثناء دخول المماليك والأتراك اليمن تحت غطاء مواجهة الغزو البرتغالي ، ويعود ذلك التخطيط إلى غياب أو اندثار بعض المصادر التاريخية التي قد تكون أوردت شيئاً عن ما يتعلق بإنشاء قلعة صيرة ، قلة وغياب الدراسات الأثرية المتخصصة في هذا الجانب ناهيك عن قلة وضعف الإمكانيات المادية الخاصة بعمل حفريات وتنقيبات أثرية بالقرب من موقع القلعة أو حولها بما يميط اللثام ويكشف تاريخ بناء القلعة العتيقة الهامة.
هـ منارة عدن
تختلف المصادر التاريخية حول منارة عَدَن، حيث يسود رأيان ، الرأي الأول أنها منارة باقية لمسجد قديم تهدم في
 منارة كريتر من معالم مدينة عدن
منارة كريتر
مرحلة تاريخية معنية ، والرأي الثاني يرى أنها فناراً أو برجا لمراقبة الشواطئ والمرجع صحة أنصار الرأي الأول ، وهم عديدين حيث إن منظرها العام الخارجي ـ وكذلك الداخلي ـ يدل بأنها منارة باقية لمسجد تهدم ، وهي تقع في منطقة كريتر بالقرب من ملعب كرة القدم ( ملعب الحبيشي ) باتجاه الغرب ، والمنارة تحيط بها حديقة صغيرة مغلقة ، وهي تقع ضمن سور بمبني البريد العام بالقرب من شارع الملكة أروى تختلف المصادر التاريخية حول بناء منارة عَدن ومسجدها ،فهناك رأي يعيد تاريخ بنائها إلى عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين ومصدر آخر يرى بأن بانيها هو وزير الدولة الزيادية الحسين بن سلامة ،ومصدر ثالث يرى بأنها تعود إلى عهد السلطان الطاهري عامر بن عبدالوهاب، ومن المرجح إنها موغلة في القدم وتعود إلى العصور الأولى للإسلام ،وذلك حسبما يفيد بعض المؤرخين الذين يرون إنها تعود إلى حوالي 1200عام ،وما سبق يدعو إلى القول بإمكانية بنائها في زمن الخليفة عمر بن عبدالعزيز وأعيد تجديدها في زمن صاحب المآثر الحسن بن سلامة الزيادي وعامر بن عبدالوهاب قد قام بترميمها ، والمنارة تقوم على قاعدة مضلعة وتأخذ شكلاً مخروطياً ذا أبعاد (ثماني الاضلاع ) ،ويبلغ عدد أدوارها (طوابقها ) ستة ، ويقدر طولها كاملاً بحوالي 21 متراً ،وتؤدي إلى آخر طابق فيها مكان الآذان (المئذنة) ، ويوجد فيها نوافذ عدة أكثرها اتساعاً في الطابق الأعلى ، وقد شوهدت المنارة مع مسجدها في رسومات البرتغاليين أبان غزوهم لعدن خلال الفترة من (918هـ - 921هـ) ،(1513م-1516م).
و- مساجد عدن
مسجد أبان ينسب المسجد إلى أبان بن عثمان بن عفان توفي في (105هـ / 723م ) بالمدينة المنورة ، وقد كان من مشاهير التابعين ، ويعد من فقهاء المدينة المنورة العشرة مع سعيد بن المسيب وآخرين ، أقام في عَدَن فقيهاً علم الناس أمور دينهم ، وبنى مسجده قبل عودته إلى المدينة المنورة مخلفاً وراءه ولديه ( الحكم والمكثر ) ، ويعد مسجد أبان من المعالم الإسلامية القديمة ذات البناء البسيط الذي كان سائداً في القرون الإسلامية الأولى ، والمتعارف عليه بين أوساط عامة الناس أنه مسجد مبارك ، وقد تم ترميمه مرات عدة ، آخرها في العام 1419هـ - 1998م على نفقة مؤسسة هائل سعيد الخيرية ، وجدير بالذكر أن ( الإمام أحمد بن حنبل ) قد أقام فيه أثناء زيارته لعَدَن للقاء إبراهيم بن الحكم حفيد أبان للأخذ منه والنيل من معارفه وعلومه الدينية ، وكان ذلك في حوالي 170هـ ، ولا توجد للمسجد منارة ( مئذنة ) أو قبة ، والزخارف التي تزين أبوابه وأعمدته ونوافذه ذات شكل بسيط وبديع ، وقد ضاعت خلال فترات ترميمه المتلاحقة .
مسجد جد العيدروس يقع مسجد العيدروس في حي العيدروس بمنطقة كريتر ، وقد بناه الشيخ العلامة أبو بكر بن
مسجد العيدروس مواحها لقلعة صيرة كريتر عدن
مسجد العيدروس مواجها قلعة صيره
عبدالله بن أبي بكر العيدروس الذي ولد بمدينة تريم حضرموت في (852هـ / 1448م ) ، وحفظ القرآن الكريم صغيراً وتعلم بها على يد كوكبة من أكابر علماء وفقهاء المدينة في ذلك العصر حتى أصبح شيخاً ملماً بالعلوم والمعارف الدينية فطاف بأجزاء من حضرموت منها الشحر ثم تجول زائراً إلى زبيد وبيت الفقيه وحج البيت الحرام وعند عودته زار ميناء زيلع ( حالياً في الصومال ) ثم رحل إلى الحديدة فتعز فلحج ودخل عَدَن بناءاً على طلب ورغبة من علمائها في مجيئه إليهم للاقتباس والنهل من علمه ومعارفه ، ولبى الدعوة فدخل عَدَن في 13 ربيع الثاني (889هـ / 1484م ) ، وبات ذكرى دخوله عَدَن موعداً لزيارته المشهورة والمقامة كل عام منذ ما يزيد عن 530 سنة وإلى يومنا هذا ، قام السيد العيدروس بتشييد مسجده في عام (890هـ / 1485م ) ، وقد اشتهر العيدروس بالكرامات الظاهرة ، والبركات الزاهية الطاهرة ، وأصبح له الكثير من التلاميذ والمريدين ، وذاع صيته في بقاع شتى من العالم الإسلامي . توفي العيدروس في ليلة الثلاثاء 14 من شهر شوال سنة (914هـ / 1508م ) ؛ من مؤلفاته العلمية ديوانه الشهير ( محجة السالك وحجة الناسك ) ، كما ألف كتاباً في الصوفية هو(الجزء اللطيف في التحكيم الشريف)، وله ديوان آخر قام بجمعه أحد تلاميذه ، كما أن له مؤلفات خطية محفوظة في مكتبة الدولة المسماة بمكتبة الأحقاف حضرموت .
- وقد قام العيدروس بالكثير من المآثر والمكارم منها ما يتعلق بالإصلاح الاجتماعي على مستوى الأفراد والفئات المتنازعة في عهده ، كما كان جواداً كريم اليد وبالذات للفقراء والمحتاجين ، ويروى أنه توفي وعليه ديون من جراء سخائه وجوده قام بسدادها بعد وفاته أهل الخير من المحبين له ، وقد عاش في مدينة عَدَن ما يقرب من 25 سنة ، وأول من لقب بالعيدروس من أهله هو والده عبدالله ، واللفظة تحريفا وتصحيفاً لكلمــة ( عتروس ) وهي اسم من أسماء الأسد .يمكننا أن نسلط الضوء بشيء من التفصيل على مسجد العيدروس من الناحية المعمارية والزخرفية والتطورات والتجديدات التي طرأت عليه ومراحلها المختلفة : -
 في البداية هو مسجد صغير بني على الطراز المعماري الإسلامي القديم ، يوجد إلى الشمال من المسجد قبر وضريح الولي العيدروس .
 - التجديد الأول للمسجد - خلال عهد العثمانيين في ( 976هـ / 1568م ) بعد ما يزيد عن ستين عاماً من رحيل العيدروس .- البناء الحالي والتجديد للقبة والمدخل الرئيسي الشرقي يعود تاريخه إلى عام (1274هـ / 1895م ) وذلك وفقاً لما ورد في نص التأسيس على لوح خشبي موجود بالمدخل الرئيسي المؤدي للقبة والمسجد .- المدخل الرئيسي تغطيه قبة يصعد إليها عن طريق درجات سلم ، ويزين القبة زخارف ومنمنمات نباتيــة وهندسية مرسومة باللون المائي على طبقة من الجص الجيري بطريقة الأفريسيك ( fresco) ، وبواجهـة المدخل عقد مفصص أخاذ يشبه تلك العقود المنتشرة في جوامع المغرب العربي .- قبة الشيخ العيدروس كبيرة تغطي حجرة مربعة تحتوى بداخلها على توابيت خشبية للشيخ العيدروس وأفراد من أسرته وبعض أقربائه ، ويزين القبة عقد مدبب يحيط به  ، كما أن القبة من الداخل بها زخارف ونقوش باللون المائي ، كما توجد أربع نوافذ لغرض تحسين الإضاءة والتهوية ، ويوجد بالحجرة أربعة أبواب موزعة على جدران الحجرة الأربعة ، هي أبواب خشبية مستطيلة تتكون من مصراعين ( جزئين ) مزينة بزخارف ونقوش محفورة عليها .
- توجد للمسجد منارة عالية باتت من معالم المدينة ، وهي ملاصقة للجدار الشمالي للقبة في الركن الشرقي ومبنية من حجر الحبش الأسود ، وتتكون من بدن مثمن الشكل والاضلاع به ثلاث دورات خشبية تنتهي في الأعلى بقبة صغيرة مضلعة ، ولا توجد فتحات كثيرة في بدن المنارة ، ويوجد في( الطابق الثالث ) أربـع مشربيات خشبية بارزة عن بدن المنارة تستخدم للأذان ، ويلاحظ وجود تأثر بنمط العمارة الإسلامي في بناء المنارة بما هو مماثل في الهند وإيران ، وذلك بحكم التواصل الدائم مع تلك البلدان الإسلامية والذي فرضه الموقع الجغرافي لمدينة عَدَن ، وقد بنيت في القرن 19م .
- تنوع الزخرفة والنقوش الموجودة بالمسجد من حيث تنوع التطبيقات والأساليب التي تم استخدامها في مراحل التجديدات المختلفة تبعاً لاختلاف المدارس المعمارية الإسلامية ، كما يلاحظ أن الزخارف والمنمنمات والفسيفساء المستخدمة في الدهليز قد تمت باستخدام أساليب الحفر والتخريم .
ز- جبل حديد
تعود تسمية جبل الحديد كما أشيع قديماً لوجود معَدَن الحديد فيه ، وروى ابن المجاور في تاريخ المستبصر أن رجلاً سبك منه حديداً قدر بُهارين ونصف وغار المعَدَن عن أعين الناس ، وبالقرب منه دارت معركة بين أمراء الدولة الطاهرية ( بين الشيخ محمد بن عبد الملك بن داود بن طاهر وابن عمه الشيخ عبد الباقي محمد بن طاهر ) ، وتوجد في جبل حديد العديد من الاستحكامات ( التحصينات ) العسكرية من قلاع وحصون دفاعية، ويكتسب جبل الحديد أهمية من موقعه الاستراتيجي الذي يجعله مشرفاً ومطلاً ومهيمناً على مدينة عَدَن ؛ من أجل ذلك جاءت أهميته لكل الدول المتوالية على حكم عَدَن ، وتعود تلك القلاع والحصون إلى عصور الأيوبيين والأتراك والاحتلال الإنجليزي . - البغدتان ( النفق الصغير والنفق الكبير فى جبـل حديد) النفق الصغير : عبارة عن ممر منقور في الجبل المقابل لجبل حديد من جهة الجنوب ، ويمتد شرقاً إلى جوار مبنى ( إدارة التربية ) في الوقت الحاضر ، وما بين الجبلين من فضاء أو أراضٍ يسمى البرزخ الكبير الذي يقدر طوله حوالي 3:4 ميل ، ويتصل النفق الصغير إلى الجبل الذي حفر في أسفله النفق الكبير ، ويقع مبنى إدارة التربية عند نهاية رأس الجارف الذي يربط بين النفق الكبير والنفق الصغير ، ويوجد بالبرزخ الكبير خزانات للمياه . النفق الكبير : يمتد النفق الكبير بطول قدره 350 ياردة ، ويمر تحت جبل المنصوري ليصل إلى مقربة من باب عَدَن المسمى باب البر بالقرب من شارع الملكة أروى مقابل مبنى ( معهد الفنون الجميلة ) في الوقت الحاضر .
ح- جبل حديد
ورد ذكره في المصادر التاريخية بعدة تسميات بدلاً من الدرب حيث وصف مرة بالسور ومرة أخرى بالحائط ، كما أطلقت عليه تسمية الخط القيم إبان فترة الاحتلال الإنجليزي ، وقد سمي أيضاً بالدرب العربي وبدرب الحريبي ، وهو عبارة عن سور يمتد من جبل حديد إلى رأس الجارف ، ومنه إلى جبل شمسان في شكل منشأة دفاعية فرضته ضرورة وجود استحكامات عسكرية دفاعية عن المدينة ؛ وذلك عند بنائه في بداية الأمر من قبل الأتراك ، وقد تم ترميمه وتجديده وحفر قناة فيه من قبل قوات الاحتلال الإنجليزي بهدف حماية ثكنات معسكراتهم في منطقة البرزخ وصد هجمات المقاومة الوطنية المحلية آنذاك.
ط - بــــــــــاب عدن
العقبة باب عَدَن( العقبة ) هو أحد المنافذ البرية ، ويربط مدينة عَدَن التاريخية بمدينة  المعلا من
العقبه باب عدن
بوابة باب عقبة عدن عام 1880م ، تم هدمها من قبل الاحتلال البريطاني بداية القرن العشرين
ناحية الغرب ، وتقع العقبة بنهاية النفق الكبير ( البغدة الكبيرة ) ، ويقع باب عَدَن أسفل جبل التعكر ، ويسمى ( باب البر ) ، وأطلقت عليه تسميات أخرى أيضاً مثل باب اليمن ، وباب السقايين والباب ، وتعيد بعض المصادر التاريخية بناء باب عَدَن إلى شداد بن عاد حيث تم نقب باب في الجبل ، وجعل عَدَن سجناً لمن غضب عليه !! ؟ وقد قام ( الملك الناصر الرسولي )3 ، بتوسعة في باب عَدَن البري كما تفيد رواية كتاب تاريخ الدولة الرسولية ، وذلك ما أطلق عليه اسم باب الزيادة الذي شيد في سنة 809هـ بالقرب من باب عَدَن القديم ، ويشير الأستاذ المؤرخ حسن صالح شهاب إلى أن باب الزيادة السالف ذكره هو باب العقبة ، ويحتل باب عَدَن( العقبة ) موقعاً استراتيجياً هاماً ، وقد كانت بوابته في السابق تفتح صباحاً وتغلق مساءاً .
عقبة عدن عام 1963 قبل هدم الانجليز للجسر بحجة توسعة الطريق
رسومات تومسون، جون تيرنبول 1821-1884م وهو مساح ومهندس معماري ومستكشف وفنان وكاتب انجليزي شهير زار عدن عام 1853م وتظهر في رسوماته جسر عقبة عدن  قبل 14 عاما من الادعاء ببنائه عام 1867م
  وتمت في البوابة خلال عهود الأتراك  الكثير من التوسعات والترميمات , وبعد الاحتلال البريطاني أصبحت بوابة العقبة والجسر أثرا بعد عين على مراحل فقد تم ازالة البوابة بداية القرن العشرين وكان آخر ما  قام به  الاحتلال البريطاني هو هدم جسر العقبة   في عام 1963م وذلك بحجة  توسعة الطريق ؟ وقد جاء في موسوعة ويكيبيديا ان جسر العقبه قد تم بنائه من قبل الانجليز في العام 1867م وهذا كذب وافتراء فالجسر هو جزء من تحصينات كامله على مدينة كريتر  وقد ظهر الجسر عام 1853م في رسومات تومسون، جون تيرنبول 1821-1884م وهو مساح ومهندس معماري ومستكشف وفنان وكاتب انجليزي شهير زار عدن عام 1853 في طريقه الى سنغافوره مما يؤكد ان الادعاء بان من قام ببنائه  الانجليز هو محض افتراء تم اشاعته نتيجة للاستنكار لعلمية الهدم الذي قام به الانجليز في مارس عام 1963م بعد ان هدموا  بوابته التاريخيه بداية القرن العشرين  وكأنهم يقولون نحن بنيناه لضرورة عسكرية وهدمناه لضرورة مدنية وهي توسعة الطريق!! ، ولكن الوثائق التي ظهرت في رسومات المساح الانجليزي الأنف الذكر عام 1853م وهذا يؤكد بان الجسر قائم قبل أربعة عشر عاما من الادعاء ببنائه !!!!  وهذا دلاله على ان الجسر كان قائما حتى قبل الاحتلال الانجليزي لعدن عام 1839م . فياسفاه على ضياع كثير من معالم عدن التاريخية والاثرية .
ي- حصون مدينة عدن
حصن الخضراء يقع حصن الخضراء على جبل الخضراء والذي يعرف حالياً باسم جبل المنصوري ضمن سلسلة جبال المنصوري ، وقد أطلقت عليه التسمية الجديدة في الفترة الواقعة ما بين خروج الأتراك والاحتلال الإنجليزي ، وقد ورد ذكر حصن الخضراء تاريخياً عن عمارة اليمني المعاصر لدولة بني زريع ، وذلك في معرض حديثه عن عَدَن من قبل الملك المكرم أحمد بن علي الصليحي بعد إقصاء بني معن وتسليمها لولدي المكرم اليامي الهمداني أحد أبرز أعوان الصليحيين الفاطميين الإسماعيليين ، حيث جعل للعباس بن المكرم اليامي حصن التعكر على باب عَدَن وما حصل من البر ، وجعل للمسعود حصن الخضراء وما يليه من حيازة البحر والمراكب. وورد ذكر حصن الخضراء أيضاً مرة أخرى خلال عهد بني زريع ، وذلك في فترة صراع الأحفاد على السلطة بين سبأ بن أبي السعود صاحب حصن التعكر ، وعلي بن أبي الغارات صاحب حصن الخضراء ودارت الدوائر على بن أبي الغارات وتمكن بلال بن حرير المحمدي قائد ووزير بن أبي السعود من اقتحام حصن الخضراء وإخراج وإنزال الحرة بهجة أم علي بن أبي الغارات ، من مقر سكنها في حصن الخضراء ، ثم يأتي ذكره عندما شيد الأمير الأيوبي أبو عمور عثمان بن الزنجبيلي أسواراً على مدينة عَدَن ومن ضمنها حصن جبل الخضراء

التواهي (عدن)


 مدينة التواهي كانت قديماً عبارة عن قرية صغيرة لصيادي السمك ، وأشار المؤرخ حمزة لقمان أن كلمة التواهي جاءت من لفظ
عدن التواهي  عام 1880م
التواهي في عام 1880م
( تاه ) بمعنى ضاع حيث يقال أن أهالي عدن آنذاك كانوا يخشون الذهاب إلى تلك القرية خوفاً من أن يتيهوا في جبالها لأن الطريق لم تكن موجودة في تلك الأيام .
وخلال فترة الاحتلال الإنجليزي سميت Steamer Point بمعنى ( النقطة عبر البواخر ) ثم اتخذت اسم الميناء، والخليج الذي يقع عليه واسم بحر التواهي ، وفي عقد الثمانينات من القرن التاسع عشر كان البحر في حالة المد يغمر جزءاً كبيراً منها ويغطي الطريق فيجعل الدخول إليها صعباً .
وبعد الاحتلال البريطاني تحولت أهمية عدن إلى هذه المدينة عندما تم تغيير مقر سكن الكابتن هنس من الخساف إلى رأس طارشان بالتواهي ، وصارت المدينة مقراً للمستعمرة وكبار موظفيهم ومساعديهم ومقراً للقنصليات والشركات الأجنبية ، وفي أحيائها الراقية انتشرت منشآت الخدمات السياحية والمنتزهات ، وفي هذه المدينة توجد منطقة الساحل الذهبي الواقع بين جبل خليج الفيل وجبل هيل ، وتحيط بهذا التل من الأسفل آثار تحصينات دفاعية وبقايا المدافع القديمة التي كانت تستخدم لحماية مداخل المدينة من جهة الشاطئ الغربي لها ، ويعود تاريخها إلى عام 1538م أثناء الاحتلال العثماني لعدن .
وقبالة شاطئ التواهي توجد جزيرة الشيخ أحمد الصياد ، وهي عبارة عن كتلة صخرية في ميناء التواهي ، وأهم معالم المدينة التاريخية عمارة بوابة الميناء وساعة ( بج بن ) على قمة الجبل المطل على الميناء وكذلك سوق التواهي بني عام 1891م .
 ميناء التواهي :-
يرتبط إنشاء ميناء عَدَن/ التواهي بالإنجليز الذين هجروا الميناء القديم عند أقدام صيرة وشيدوا ميناء التواهي
العمري نت _ ميناء التواهي عدن
ميناء التواهي
حيث توجد الإمكانية من توسعة الميناء وعوامل أخرى لقيام ميناء حديث يفي بمتطلباتهم ، ويكون همزة وصل بين أوروبا - بريطانيا بشكل خاص ومستعمراتها في قارة آسيا ، وقد ترافق بناء الميناء مع إعلان عَدَن كمنطقة حرة في عام 1850م ، والميناء عبارة عن حوض مائي واسع يتمتع بحماية طبيعية من الرياح التي تهب على المنطقة ، وزود بأحدث الآلات والتجهيزات الحديثة التي جعلت منه واحداً من أفضل المواني في المنطقة العربية  ، وهو يزاول مهام استقبال الحاويات والقيام بمهام الترانزيت وأعمال الشحن والتفريغ والملاحة والتموين بالوقود وخدمات الإرشاد والإنارة وصيانة وإصلاح السفن ، ويوجد حوضان عائمان لهذا الغرض .
- خرطوم الفيل :
 خرطوم الفيل عبارة عن رأس أو نتوء نتج بفعل عوامل حركة المد والجزر لمياه البحر وبفعل عامل التعرية
عدن التواهي شاطىء خليج الفيل
خرطوم الفيل جولد مور
الطبيعية عبر أزمنة عديدة اتخذ شكل خرطوم الفيل فسمي به ، وهو عبارة عن صخور متداخلة ، ويصفه كتاب التطور الجيولوجي لبراكين مدينة عَدَن وعَدَن الصغرى : بأنه عبارة عن قوس طبيعي يقع في خليج الساحل الذهبي ( جولد مور ) تكون من جراء تآكل صخور الأسكوريا (scoria) .