يعد مسجد أبان من المساجد العتيقة في عدن وينسب إلى أبان بن عثمان بن عفان الذي توفي في (105هـ / 723م ) بالمدينة المنورة ، وقد كان من مشاهير التابعين ، ويعد من فقهاء المدينة المنورة العشرة مع سعيد بن المسيب وآخرين ، أقام في عدن فقيها وعلم الناس أمور دينهم ، وبني مسجده قبل عودته إلى المدينة المنورة مخلفا وراءه ولديه ( الحكم والمكثر).
ويعد مسجد أبان من المعالم الإسلامية القديمة ذات البناء البسيط الذي كان سائدا في القرون الإسلامية الأولى ، والمتعارف عليه بين أوساط عامة الناس أنه مسجد مبارك ، وقد تم ترميمه مرات عدة ، مسجد أبان بشارع الملكة أروى بكريتر / عدن … وهو من المساجد التاريخية والتي تحمل قيمة دينية … البناء القديم للمسجد تم هدمه بالكامل وأنشىء على أنقاضه مسجد جديد وبمعالم جديدة لاتمت حتى بأي صلة للمسجد القديم والذي من المفترض أن تتم المحافظة عليه وإجراء الصيانة والترميم مع إمكانية القيام بأي أعمال توسعة تأخذ بعين الإعتبار النمط المعماري للمسجد القديم …
من ناحية أخرى تم أيضا طمس أي وجود للمسجد القديم وهذا الأمر واضح من خلال اللوحة الرخامية التي وضعت عند إفتتاح المسجد ولازالت حتى اليوم والتي تشير الى أن المسجد تم إفتتاحه في 30 مايو 1997. كلمة حق نقولها بأن القيام بمثل هذا العمل يعتبر خطأ كبير وبعيد عن المسؤولية …. كل شعوب الأرض تحافظ على تراثها الديني والحضاري بشتى الوسائل … وإذا كان مثل هذا العمل يعتبر من الأعمال الطبيعية في اليمن … فلماذا لانقوم بهدم مساجدنا القديمة وطمس معالمها في عموم اليمن وبناء مساجد على الطراز الحديث…. كلام لا يستسيغه العقل .
سيظل السؤال يتكرر لماذا يهدم تاريخنا وتراثنا ولمصلحة من … ولماذا مسجد أبان بالذات. ويذكر أن (الإمام أحمد بن حنبل) قد أقام فيه أثناء زيارته لعدن للقاء إبراهيم بن الحكم حفيد أبان للأخذ منه والنيل من معارفه وعلومه الدينية ، وكان ذلك في حوالي 170هـ ، ولا توجد للمسجد منارة (مئذنة) أو قبة ، والزخارف التي تزين أبوابه وأعمدته ونوافذه ذات شكل بسيط وبديع ، وقد ضاعت خلال فترات ترميمه المتلاحقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق